جمال سليمان‮: ‬أحب حماس‮ .. ‬وأرفضها

جمال سليمان‮: ‬أحب حماس‮ .. ‬وأرفضها

بالفن وحده‮ ‬يحيا جمال سليمان‮ ..‬إنه‮ ‬يرتدي نظارة الفنان ليتأمل من خلفها الحياة،‮ ‬وضرب بمنتهي القوة ليفجر كل الجراح بدءًا من علاقته بالسلطة ومرورًا برأيه في المقاومة والديمقراطية ذات الأنياب،‮ ‬وانتقل إلي نقد إسرائيل‮.. ‬فهل تمتزج السياسة بالفن لديه أم أنهما عالمان متعارضان؟‮.‬

‮< ‬يقال إنك‮ ‬فنان سلطة‮ ‬فما رأيك في هذا الكلام؟

‮- ‬لا‮ ‬يصح مطلقًا أن‮ ‬يكون الفنان فنانًا للسلطة لأنه‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون فنانًا من أجل الناس ولكن ذلك لا‮ ‬يعني عدم وجود فنانين‮ ‬يشاكسون من أجل السلطة عن طريق البحث عن دور ما ولكي‮ ‬يشعر هؤلاء بأنهم كبار في أعين الناس،‮ ‬وأنا مختلف تمامًا عن ذلك لأنني أحقق وجودي من كوني فنانًا جيدًا ومخلصًا لمهنتي،‮ ‬ومخلصًا أيضًا للقضايا التي تطرحها أعمالي،‮ ‬وعمري ما اشتغلت بعمل‮ ‬غير مقتنع به أو‮ ‬غير قادر علي الدفاع عنه،‮ ‬فأنا في مهنة التمثيل أكثر من ربع قرن،‮ ‬كممثل محترف وربما أكون قد قدمت أعمالاً‮ ‬لم أكن أتمني أن تخرج بالشكل الفني الذي وجدت عليه لكني من الناحية الفنية أدرك عيوبها ومن الناحية الفكرية لدي‮ ‬القدرة علي أن أدافع عنها حسب وجهة نظري‮. ‬وجودي‮ ‬يتحقق من خلال نجاحي الفني ولو سألت أناسًا كثيرين في السلطة السورية ربما‮ ‬يقولون لك من وجهة نظرهم إنني فنان معادي للسلطة،‮ ‬وأنا اعتقد أن هناك أشخاصًا من الفنانين والمثقفين‮ ‬يلعبون دور الإنسان الموضوعي وهم‮ ‬يعبرون عن الأمور التي‮ ‬يرونها بأعينهم‮ ‬يمكن ألا تكون هي الحقيقة بالضرورة،‮ ‬وهذا‮ ‬يعني أن الفنان له موقفه الخاص النابع من شخصيته‮.‬

‮< ‬هل‮ ‬يخاف جمال سليمان من الديمقراطية ذات الأنياب؟

‮- ‬بالعكس،‮ ‬فمن‮ ‬يتابعني سيجد أنني قمت بإجراء لقاءات إعلامية قلت فيها كلامًا أثار‮ ‬غضب رجال السلطة ضدي،‮ ‬وأنا أعرف جيدًا أن بعضهم‮ ‬يكرهني ربما‮ ‬يحرض الآخرين علي،‮ ‬كل ذلك مفهوم بالنسبة لي،‮ ‬وسبب الكراهية إنني أعبر عن آراء سياسية لا تروق لهم،‮ ‬والمشكلة التي تجعل بعض الفنانين‮ ‬يتحرجون من الكلام في السياسة تتمثل في أن البعض قد‮ ‬يفهم كلام الفنان بشكل خاطئ ولا‮ ‬ينظر إلي أن هذا الفنان‮ ‬يعبر عن الحقيقة وإنما‮ ‬يعتقد هذا الفنان أنه‮ ‬يبحث عن النجومية،‮ ‬أو‮ ‬يقدم نفسه علي أنه مشروع سياسي لـس‮ ‬من الناس أو‮ ‬يحاول أن‮ ‬يكسب تأييد السلطة،‮ ‬أو‮ ‬يحاول أن‮ ‬يكسب تأييد الناس علي حسب ما‮ ‬يقوله من آراء ولكن في النهاية نحن نعيش في بلاد،‮ ‬تتمتع بوجود نقاش مفتوح علي كل الصُعد،‮ ‬وهذا‮ ‬يجعلنا نفكر في كل شيء ونتطرق إليه في نفس الوقت،‮ ‬وعلي سبيل المثال أنا أقوم بعمل مسلسل جديد مع مدحت العدل بعنوان حضور وانصراف وحكاية التعليم تشكل جزءًا مهمًا في سياق المسلسل لذلك تدور بيني وبين د‮. ‬مدحت حوارات كثيرة،‮ ‬بحكم أننا متقاربان ومن جيل واحد تقريبًا،‮ ‬كل مرة نفتح الحديث حول مدارسنا وتعليمنا نجد أنفسنا نتكلم في السياسة ونتحدث عن إسرائيل ويمتد الحديث ويتطرق إلي معدلات النمو في عالمنا العربي وتراجع المشروع الثقافي،‮ ‬وفشل مشروع التنوير الذي بدأه الشيخ محمد عبده ورفاعة الطهطاوي والشيخ أبو خليل القباني،‮ ‬وربما نجد أنفسنا نتحدث عن خيبة الأمل التي‮ ‬يمكن أن‮ ‬يواجهها طه حسين أو توفيق الحكيم لو كانا بيننا الآن وهذا‮ ‬يعني أن الحديث مهما كان‮ ‬يؤدي بنا إلي السياسة‮. ‬فالسياسة في عالمنا العربي لم تعد نوعًا من الرفاهية وإنما شيء ضروري بالنسبة للناس والفنان واحد من الناس‮.‬

لقد سعيت لتحقيق وجودي من خلال مهنتي وليس من خلال التقرب من السلطة أو معاداتها‮.‬

‮< ‬لماذا أصبح الحديث السياسي شيئًا قسريًا علي المواطن العربي من وجهة نظرك؟

‮- ‬هناك مشاكل كثيرة تؤرق المواطن ربما بسبب عدم الراحة الاقتصادية أو الانقسام الاجتماعي والاستسلام المطلق للعولمة أو استسلام مطلق للتفكير الديني المتعصب المتزمت،‮ ‬ولدينا مشاكل أخري عديدة مثل مشاكل التعليم وعدم تكافؤ الفرص ولو قرأ أحدنا أن الجامعات العربية لم‮ ‬يدرج اسمها بين أفضل‮ ‬200‮ ‬جامعة في العالم فإن هذا الحديث لابد أن‮ ‬يمتد حتي‮ ‬ينتهي بالسياسة،‮ ‬وهي موجودة أمامنا وفي حياتنا‮.‬

‮< ‬هل تجد حرجًا في انتقاد السلطة السياسية السورية؟

‮- ‬كما لا أجد حرجًا في أن انتقد السلطة السياسية في شيء لا أتفق فيه معه فإنني أيضًا لا أجد أي حرج في أن امتدح هذه السلطة السياسية علي شيء أنا أتفق فيه معها،‮ ‬ليس لدي هذا الحرج فأنا فنان ليس علي رأسه بطحة أنا إنسان حر،‮ ‬ولو السلطة السياسية قامت بعمل شيء أنا اتفق معه ويعجبني،‮ ‬فأنا لست مستعدًا أن أؤيد ذلك فقط وإنما‮ ‬يمكن أن أساهم فيه أيضًا،‮ ‬لأن ذلك هو بلدي ووطني وهذه السلطة ليست‮ ‬غريبة وليست سلطة مستعمرة جاءت من بلد آخر،‮ ‬ولكنها في النهاية سلطة وطنية وواجبها أن تقوم بعمل أشياء جيدة وواجب المواطن أن‮ ‬يكون إيجابيًا معها‮.‬

‮< ‬لو دعاك عادل إمام للوقفة الاحتجاجية من أجل الشهيد المصري علي حدود‮ ‬غزة‮.. ‬فماذا سيكون موقفك؟

‮- ‬طبعًا سوف أذهب لأن هناك وقفتين‮ ‬يجب أن أشارك فيهما أولاً‮: ‬وقفة مع الفلسطينيين في‮ ‬غزة ضد أبشع نظام عنصري علي ظهر الأرض وهو إسرائيل وثانيًا‮: ‬وقفة ضد الاعتداء علي الجندي المصري لأن ذلك عمل مدان وحقير،‮ ‬ولكن ما‮ ‬يزعجني هو أن البعض أصبح‮ ‬ينظر إلي القضايا السياسية بطريقة‮ ‬مع أو ضد‮‬،‮ ‬فليس معني وقوفي مع هذا أنني أرفض ذاك،‮ ‬فهذه أفكار جمهور كرة القدم وهو تفكير خاطئ جدًا،‮ ‬ولا‮ ‬يتوقف مع كلام المسئولين السياسيين المصريين وعلي رأسهم الرئيس محمد حسني مبارك نفسه،‮ ‬فمصر لاتزال تكرر أنها ملتزمة بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني لأن مصر معنية بالوضع الإنساني الذي‮ ‬يعيشه الشعب الفلسطيني،‮ ‬لأن الفلسطينيين ليسوا جيرانًا فقط لمصر وإنما إخوة وأشقاء وهذا هو كلام كبار المسئولين في مصر،‮ ‬فكيف أجد حرجًا في أن أقف مع أهل‮ ‬غزة وأزورهم أو أفعل شيئًا من أجلهم،‮ ‬طبعًا أعمل وأفعل كل شيء ممكن ضد إسرائيل ففي النهاية سوف‮ ‬ينكسر الظلم ولنا في النظام العنصري بجنوب أفريقيا مثالاً‮ ‬جيدًا علي ذلك،‮ ‬فقد ظل البيض وغيرهم‮ ‬يتظاهرون طوال‮ ‬20‮ ‬عامًا ضد النظام العنصري حتي سقط،‮ ‬فكيف نحن كعرب نترك الفلسطينيين ولا نقف إلي جوارهم،‮ ‬كأننا اليوم وقعنا في فخ اللغة،‮ ‬نتمسك بالكلمات وننسي القضية الأصلية،‮ ‬من كثرة المسميات سواء حماس أو الجهاد أو فتح‮.‬

‮< ‬وما رأيك في‮ ‬حماس؟

‮- ‬أنا شخصيًا كإنسان تكويني الفكري لا‮ ‬ينسجم إطلاقًا مع أي حزب ديني ولا أي حزب سياسي قائم علي فكرة دينية وأجد أن ذلك لا‮ ‬يتعارض مع كوني مسلما وأنا لا أنظر إلي حماس وإنما أفكر في فلسطين بالمطلق،‮ ‬وأنظر إلي إسرائيل بالمطلق علي أنها أبشع تنظيم ديني متطرف قائم علي وجه الأرض لأنها دولة قامت علي فكرة لاهوتية محضة تدعي أن رب العالمين لديه مصالح عقارية وقسم الأرض من أجل الشعب اليهودي،‮ ‬وأنا اتساءل كيف‮ ‬يكون الإنسان عالمًا أو فنانًا أو حتي سياسيًا‮ ‬يؤيد قيام دولة علي أساس ديني،‮ ‬الدول لا تقوم علي ذلك فكل الدول العربية علي الرغم أن دساتيرها تقول إنها دول إسلامية إلا أنها تؤمن بوجود الطوائف الأخري بينها وإسرائيل لا تقبل ذلك فهي الفكرة الصهيونية للتكوين الديني الذي قام علي أرض فلسطين وخلق ردود فعل طبيعية ضده وأصبح الدين‮ ‬يقارع الدين واعتقد أن الدوافع المحرضة علي وجود التطرف الديني في المنطقة هو وجود إسرائيل،‮ ‬التي اعتبرها دولة دينية عدائية،‮ ‬ولو قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة كلها نفذت وحلت القضية الفلسطينية قبل‮ ‬20‮ ‬أو‮ ‬30‮ ‬سنة مضت بحلول عادلة،‮ ‬هل كنا سنري هذا الشكل من التطرف؟ أنا أشك في ذلك،‮ ‬فإسرائيل الآن قائمة علي هذه الفكرة اللاهوتية بكل بجاحة،‮ ‬وبكل وقاحة الدنيا تقول إسرائيل أنها ستفاوض الفلسطينيين إذا اعترفوا بالدولة اليهودية والغرب رغم هذا الاسم الديني‮ ‬يعتبرونها دولة ديمقراطية،‮ ‬علي الرغم أن أمريكا لا تسمي نفسها دولة مسيحية وفرنسا لا تسمي نفسها كذلك بل جاهدت كثيرًا وقدمت تضحيات عديدة لكي‮ ‬يتم الفصل بين الدين والدولة،‮ ‬فكيف‮ ‬ينظرون باحترام إلي دولة تقوم علي أساس عنصري وتطلب الاعتراف بها علي أنها دولة دينية،‮ ‬إذن بالمقابل سنجد دولة‮ ‬يهودية دينية‮ ‬يحاربها تنظيم إسلامي،‮ ‬وهذا هو الواقع حاليًا،‮ ‬وهذه مسألة معقدة وورطة كبيرة‮.‬

‮< ‬لماذا تهاجم سوريا إدارة المصريين لمعبر رفح؟

‮- ‬بالعكس لقد زرت‮ ‬غزة مع وفد من الفنانين السوريين ودخلنا عبر معبر رفح وخلال رحلة العبور والعودة تعاونت معنا السلطات المصرية وسهلت لدينا المهمة بالشكل الذي‮ ‬يليق بمصر وبدورها الحضاري في خدمة الأمة العربية‮.‬

‮< ‬من عام‮ ‬1973‮ ‬حتي الآن هل تم إطلاق رصاصة سورية واحدة ضد إسرائيل‮.. ‬مادمنا نتحدث عن المقاومة رغم احتلالها للجولان وأختراقها للأجواء الأرضية والجوية في سوريا؟

‮- ‬المقاومة لا تكون دائما بالرصاص،‮ ‬سورية الدولة لم تتوقف يوما عن مقاومة إسرائيل،‮ ‬بطرقها المتعددة سواء الدبلوماسية أو العسكرية،‮ ‬هل تعتقدين أن علاقة سورية وحزب الله‮ ‬جاءت من العبث؟ هذا شكل من أشكال مقاومة إسرائيل،‮ ‬لأن سورية في ظل عدم وجود توازن استراتيجي بينها وبين إسرائيل لا تستطيع أن تخوض حربا كلاسيكية،‮ ‬بكل بساطة توجد جبهات مثل‮ ‬حزب الله‮ ‬وحماس‮ ‬والجبهة الديمقراطية،‮ ‬وهؤلاء ليسوا هم دروع المقاومة فقط بل هناك الجبهة الشعبية وكتائب الأقصي واليسار المناهض لإسرائيل،‮ ‬وهناك أناس يقاومون بالاعلام وبالادب والسياسة،‮ ‬فالشاعر محمود درويش أليس رأس حربة في مقاومة إسرائيل،‮ ‬لا يصح أن نعتقد أن المقاومة قد اختصرت في فلان وفلان ولأن هناك خصومة عقائدية مع‮ ‬حماس‮ ‬أو‮ ‬حزب الله‮ ‬أو الجبهة الشعبية،‮ ‬فليس معني هذا أن نتخلي عن خيار المقاومة ككل،‮ ‬أو نصبح في خصومة مع المقاومة،‮ ‬والسؤال اليوم لو أمريكا وإسرائيل كانتا صادقتين مع ياسر عرفات وطبقت النسخة حسنة النوايا من أوسلو،‮ ‬واليوم الفلسطينيون لديهم دولة محترمة ولها جيش وسلطة ومطار وعلم يرفع في الأمم المتحدة وكل شيء علي ما يرام،‮ ‬ألا تعتقدي أن كل فصائل المقاومة هذه ستكون شبه معدومة،‮ ‬في تصوري أنها لن تكون موجودة،‮ ‬مثل التطرف ويجب أن نعيد النظر في دور الفن والثقافة التي تشكل وعي الشخصيات الوسطية ويجب ألا نغفل جذور المشكلة وهو وجود كيان عنصري عدواني قائم علي أرض فلسطين يمارس سياسات الإبادة والترحيل للشعب الفلسطيني وإطلاق التصريحات التي يجب أن تحاكم عليها في محاكم دولية فهل يعقل أن نغض الطرف عن ذلك؟

‮< ‬لماذا تفتح سورية ذراعيها للسينما الإيرانية؟

‮- ‬يا ريت‮ ‬أنا أتمني أن تفتح سورية ذراعيها للسينما الإيرانية لأنها سينما متقدمة جدا وهي لا تحتاج لشهادتي لأنها مشهود بها علي المستوي العالمي،‮ ‬وحصلت علي جوائز عالمية كما أنها من أبدع السينمات في العالم ولكن القطاع الخاص في سورية هو أول من حاول الاستفادة بالخبرات الإيرانية من خلال الماكيرات وكان ذلك في مسلسلات‮ ‬صلاح الدين‮ ‬وصقر قريش‮ ‬وربيع قرطبة‮ ‬وملوك الطوائف‮ ‬والتغريبة الفلسطينية‮‬،‮ ‬لا تتخيلي مدي المهنية التي ينفذون بها الماكياج خلال المراحل العمرية،‮ ‬وهناك تعاون اخر عندما جاء المخرج الإيراني‮ ‬سيف الله داود‮ ‬وعمل فيلمًا سينمائيا كنت أحد أبطاله وهو فيلم مقتبس من رواية‮ ‬غسان كنفاني‮ ‬عائد إلي حيفا‮‬،‮ ‬وأتمني أن يزيد هذا التعاون لأن السينما الإيرانية متطورة جدا،‮ ‬وهذا كلام بعيد عن أية أيديولوجيات حتي لا نخلط الأمور لأن هناك بعض الناس ربما لا يعجبهم الدور السياسي لإيران ولا النظام السياسي لها لكنه في نفس الوقت يمكن أن يكون معجبا بالسينما الإيرانية،‮ ‬فالسينما الإيرانية ليست ممثلة للنظام السياسي الإيراني لأن الكثير من المخرجين الإيرانيين يمكن أن يكونوا معارضين للنظام السياسي في بلدهم،‮ ‬كما أن هناك الكثير من المخرجين اليهود الذين قدموا أفلاما فضحت إسرائيل ولابد أن نكون علي وعي من هذه النقطة‮.‬

‮< ‬هل تعتقد أن القطاع الخاص أصبح علي عاتقه مهمة كبيرة في الإنتاج الثقافي؟

‮- ‬يجب أولاً‮ ‬ألا ننظر للثقافة علي أنها ترفيه لأنها يجب أن تتحول إلي صناعة تدر دخلاً‮ ‬إلا أن القطاع الخاص عندنا لا يمكن أن ينهض بهذه المسئولية وحدة فليس لدينا‮ ‬الكونت‮ ‬الذي ينفق من ثروته ليتمكن‮ ‬موتسرت‮ ‬من تقديم الإبداع الموسيقي الذي أبهر به العالم وليس لدينا‮ ‬الكونت‮ ‬الذي يتباهي بأنه تبني هذا العالم أوذاك الأديب ليشجعه علي تقديم فنه وليس لدينا الخليفة العباسي الذي يغدق الأموال علي العلماء لكي يتنافسوا في تقديم ابتكاراتهم بالعكس من كل ذلك نجد أن العلماء يضيئون فقط في الخارج ولو بقوا في أماكنهم بالعالم العربي لأصبحوا أساتذة في ثانوي وأنا أحياناً‮ ‬اتساءل ماذا سيفعل هؤلاء العلماء لو عادوا إلي بلادهم لابد أن تتكاتف جهود الدولة مع القطاع الخاص علي أن تكون للدولة الشخصية القائدة ونحن بحاجة لذلك في الفن والسينما لأنك لا تتخيلين أن حرب أكتوبر‮ ‬1973‮ ‬لم ينتج لها فيلم واحد بحجم هذا الإنجاز وضخامته وعظمته وكل ما صنع هي أفلام عادية والسبب هو أن فيلمًا يدور حول حرب أكتوبر سيكون مكلفاً‮ ‬جداً‮ ‬لا يستطيع أن ينفذه القطاع الخاص وحده بل تقوم به الدولة ويكفي أنه لا يوجد لدينا فيلم واحد يناقش تداعيات أحداث سبتمبر وردودنا علي من يصورون المسلمين علي أنهم إرهابيون أمريكا تنتج كل عامين فيلماً‮ ‬يدور حول مشاركتها في الحرب العالمية الثانية وكيف أنقذت العالم من الزحف النازي بعد دمار أوروبا وهذه أفلام ضخمة ينفذها أعظم المخرجين من أجل تذكير المواطن الأمريكي والعالم كله بما فيه المواطن الأوروبي بمكانة أمريكا في إنقاذ العالم وأنه لولاها لما كان الانتصار‮.‬

‮< ‬هل يعني ذلك أن هناك تقصيراً‮ ‬ما يخيم علي السينما العربية؟

‮- ‬لا يوجد فيلم يدور حول انتقال الحضارة العربية إلي أوروبا ولا يوجد حتي الآن فيلم عن القضية الفلسطينية من أجل عرض الظلم الذي يتعرض له هذا الشعب حتي منظمة التحرير الفلسطينية التي كان عندها أموال أكثر بكثير من كل الدول العربية لم تقدم فيلماً‮ ‬واحداً‮ ‬للقضية في أيام عزها عندما كانت تملك أموالاً‮ ‬لا تعرف ماذا تعمل بها‮.‬

العرب يغضبون بشدة تجاه الرسوم المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم لكن ماذا سيفعلون كرد فعل تجاه ذلك أنهم يخرجون في تظاهرات وماذا سيفعلون علي الجانب الآخر وهو السينما لماذا لم تستمر تجربة مصطفي العقاد الذي قدم فيلمي‮ ‬الرسالة‮ ‬وعمر المختار؟ هل هو المخرج العبقري الوحيد وإلا فأين الآخرون؟‮!‬

العرب يملكون اسهماً‮ ‬في شركة مرسيدس تصل إلي نصفها تقريباً‮ ‬فأين نصيب الفن لخدمة هذه الأمة وهو امتلاك صالة سينمائية في أوروبا تعرض من خلالها أفلامًا عربية توضح أن الإسلام لا يتناقض مع الحرية ولا مع الديمقراطية ولا مع الحداثة‮.‬

لابد من وجود شراكة عربية لتقديم سينما متميزة فهناك فرق كبير بين السينما العربية والسينما العالمية عيب جداً‮ ‬أن يكون فريد الأطرش هو آخر من ساهم في هذه الشراكة العربية وبعد ذلك مرت سنوات عديدة ومديدة حتي جاء جمال سليمان ليعيد التواصل والتعاون‮.‬

‮< ‬وهل هناك عداء تجاه الدراما المصرية؟

‮- ‬لا يوجد أيضا عداء والفنان يجب أن يكون عليه دور مهم في توعية الناس بمعني أن يقول الكلام الذي يبني ولا يهدم فهذا هو قمة المسئولية وأناأذكر أن هناك فنانين قالوا كلاماً‮ ‬من العيب أن يذكر وعلي الإعلاميين أن يكونوا واعين لذلك لأن الإعلام رسالة فلا يجري بعضهم وراء الخبطات الصحفية أو المانشيتات لمجرد الترويج ويزعجني أن يقال أن هذا فنان يشتم مصر أو ذاك يسب سورية أو هذا الفنان متذبذب في موقفه أو منافق لأنه يمتدح الإعلام المصري لا أحد يمكن أن ينكر فضل مصر ومكانتها ودورها في العالم العربي فهي أقدم قلعة إنتاج فني في مصر،‮ ‬كما أن بها نجومًا كبارًا كان لهم دور في ثراء الفن العربي وأغلب الخليجيين والسوريين الذين‮ ‬يعملون في الفن تعلموا أصلاً‮ ‬علي‮ ‬يد أساتذة الفن في مصر،‮ ‬فقد قدمت مخرجين علموا العالم العربي وساهموا في ازدهار فنونه ومن ينكر هذه المواقف الثابتة ليس معه أدني حق كما أن بعض‮ ‬المصريين ربما يتحدثون بطريقة توحي بنوع من العنصرية‮.‬

علي الرغم من أن جمال سليمان أراد أن‮ ‬يكون حواره في الفن إلا أنني أصررت علي استدراجه للسياسة ليجد نفسه مطالبًا بالخوض في بعض القضايا الشائكة لكنه خرج منها مثل الشعرة من العجين بفضل ذكائه وصدقه‮.‬
http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=41445

يسلم قلمك يا أستاذتنا

تسلمى يا حوبة جمال سليمان‮: ‬أحب حماس‮ .. ‬وأرفضها 3770

تسلمى يا حوبة جمال سليمان‮: ‬أحب حماس‮ .. ‬وأرفضها 3770

» جمال‭ ‬سليمان‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬لمناقشة‭ ‬‮"‬ذاكرة‭ ‬الجسد‮"‬‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬مستغانمي‭ ‬وآمال‭ ‬بوشوشة
» المخرج السوري حاتم علي‮: ‬مطالبة إسرائيل لمصر والجزائر بضبط النفس‮.. ‬مهزلة‮!‬
» خبر مزعج جدا : ديكور الثلاثينيات‮ ‬يؤجل‮ "‬الشوارع الخلفية‮"
» صفاء عامر‮: ‬المجتمع الصعيدي‮ مخزن‮ ‬دراما
» ‬في اليوم الثانى للشوارع الخلفية.... جمال سليمان يبحث عن عمل

جمال سليمان&#8238;: &#8236;أحب حماس&#8238; .. &#8236;وأرفضها

جمال سليمان‮: ‬أحب حماس‮ .. ‬وأرفضها